للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الكتب أو الرسل أو البعث، وكذلك من جحد ما علم من الدين بالضرورة أنه واجب كالصلاة والزكاة، ومن جحد ما علم من الدين بالضرورة أنه محرم كالزنا والسرقة فهو كافر.

ومن أمثلة القسم الثاني: سباب المسلم لأخيه المسلم، وقتاله له، ورميه له بالكفر، وارتكاب المحرمات مثل: الزنا والسرقة وشرب الخمر، والكذب في الحديث، وإخلاف الوعد، والخيانة، والغدر، والحكم بغير ما أنزل الله، وإتيان الكهان، ونحو ذلك، مع أن هذه الأعمال وصفت في النصوص بأنها كفر أو شرك أو نفاق، وقد اتفق أئمة السنة على حملها على الكفر الأصغر.

وكان من أبرز المخالفين في هذه المسألة: الخوارج الذين كان أول خروج لهم في عهد علي رضي الله عنه وكانوا يرون تكفير مرتكب الكبيرة، وقد جاءت نصوص كثيرة في التنفير منهم، وكان السبب الذي أوقعهم في هذا الغلو والتشدد في الدين وفهم القرآن على غير فهم أئمة الدين وهم الصحابة ومن بعدهم ..

وحذر أئمة السنة من رمي المسلم بالكفر، ذلك أن التكفير من الأحكام الشرعية ولا بد من التثبت فيه غاية التثبت ولا يصار إليه بمجرد الظن والهوى، فهو من أعظم القول على الله بلا علم، وللكفر آثار خطيرة منها ما ذكره الفقهاء من الأحكام الخاصة بالمرتد مثل: قتله، وعدم صحة تزويجه وتحريم ذبيحته، وما إلى ذلك من الأحكام.