ومنها ما يضعف الإيمان بزواله. فليست شعب الإيمان على درجة واحدة، فالإيمان مثل شجرة لها أصل، وفروع، وشعب، فاسم الشجرة يشمل ذلك كله، ولو زال شيء من شعبها وفروعها، لم يزل عنها اسم الشجرة، وإنما يقال: هي شجرة ناقصة أو غيرها أتم منها (١).
وكذلك الكفر - عند أهل السنة - ذو شعب متعددة منها ما يوجب الكفر، ومنها ما هو من خصال الكفار؛ فالكفر على مراتب: كفر دون كفر، كما أن الإيمان على مراتب: إيمان دون إيمان.
وقد أورد محمد بن نصر المروزي - رحمه الله - هذا الأصل وحكاه عن السلف فقال:" والكفر ضد الإيمان، إلا أن الكفر كفران: كفر هو جحد بالله وبما قال، فذلك ضد الإقرار بالله، والتصديق به، وبما قال، وكفر هو عمل ضد الإيمان الذي هو عمل ".
(١) ينظر الفتاوى، ابن تيمية، ٧/ ٥٩٧، كتاب الصلاة، ابن القيم، ص ٥٣.