للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صلى الله عليه وسلم أنه قال: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان (١)».

وعن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا ائتمن خان، وإذا حدث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر (٢)».

فهذه كلها أعمال إذا كان فاعلها مؤمنا بالله وحده، قد سلم اعتقاده مما يخرجه من الدين، فنفاقه نفاق أصغر، وهذه الخصال قد توجد في المسلم الصادق الذي ليس فيه شك. قال النووي - رحمه الله - عند شرح هذا الحديث: " وقد أجمع العلماء على أن من كان مصدقا بقلبه ولسانه، وفعل هذه الخصال لا يحكم عليه بكفر ولا هو منافق يخلد في النار، فإن إخوة يوسف - عليه السلام - جمعوا هذه الخصال " (٣)، وهذا النفاق الأصغر هو النفاق الذي كان يخافه السلف على نفوسهم (٤).


(١) رواه البخاري في كتاب الإيمان (١/ ٨٩) ومسلم في كتاب الإيمان (١/ ٧٨) رقم (٥٩).
(٢) رواه البخاري في الإيمان (١/ ٨٩)، ومسلم في الإيمان (١/ ٧٨) رقم (٥٨)
(٣) صحيح مسلم بشرح النووي (٢/ ٤٦ و ٤٧).
(٤) مجموع الفتاوى لابن تيمية (٧/ ٤٢٨) وفتح الباري (١/ ١١١).