للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خراسان والعراق والحجاز ومصر والشام، يروي عن محدثيها، وعددهم نحو ألف شيخ. حتى اجتمع له بعد ١٦ عاما كتابه الشهير: " الجامع الصحيح " المعروف بصحيح البخاري والمشتمل على نحو ٩ آلاف حديث، منها ٣ آلاف مكررة، وقد اتسق للبخاري أيضا - بعد امتحان لما روى من حديث، وبعد نقد للرواة - كتابه: " الضعفاء في رجال الحديث " ومن معاصري البخاري والعاملين معه في الحقل الحديثي: مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري (٢٠٤ - ٢٦١ هـ) (١) وقد رحل إلى الحجاز ومصر والشام، والعراق، فاجتمع له في خمس عشرة سنة كتابه المعروف " صحيح مسلم " الشامل لاثنى عشر ألف حديث، والذي هو ثاني الصحيحين المعول عليهما عند أهل السنة.

والحق أن هذين الصحيحين، ومعهما باقي الكتب الستة المعول عليها في تحقيق السنة، وهي: سنن أبي داود (٢٠٢ - ٢٧٥ هـ)، وسنن الترمذي (٢٠٩ - ٢٧٩ هـ) وسنن ابن ماجه (٢٠٩ - ٢٧٣ هـ)، وسنن النسائي (٢١٥ - ٣٠٣ هـ) ومعهما أيضا موطأ مالك - الآنف الذكر -، ومسند الإمام أحمد بن حنبل الذي يضم ٣٠ ألف حديث، هذه كلها قدمت للفقهاء الحديثيين المادة الشرعية التي أفادوا منها في استنباط فقههم، واستغنوا بها عن اللجوء إلى الاجتهاد بالرأي.

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

د. محمد بن عبد الله العجلان.


(١) انظر ترجمة مسلم في: الذهبي: تذكرة الحفاظ ج٢ ص١٥٠، والخطيب البغدادي: تاريخ بغداد ج١٣ ص ١٠٠.