للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما بعد ..

فإن من أهم الأسباب التي أدت إلى عزوف بعض الشباب عن الزواج غلاء المهور، وما يتبعه من تكاليف إقامة الزواج غلاء مبالغا فيه؛ حيث إن كثيرا من الشباب لا يستطيع أن يفي بجميع متطلبات هذا الزواج، وما يتبعه من تكاليف إقامته؛ لذا فقد كان من بعض الحلول أن اتجه كثير من الأزواج وأولياء الأمور إلى الاتفاق على أن يدفع الزوج جزءا من هذا الصداق معجلا، والجزء الآخر مؤخرا، ويسمى مؤخر الصداق، وهذا التأخير للصداق ليس وليد هذا العصر بل إنه قد عمل به من سابق العصور؛ فموسى عليه السلام تزوج ابنة صاحب مدين مقابل العمل عند أبيها ثماني سنين، قال الله تعالى: {إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ} (١) .. الآية، فقد جعل الرعي صداقا وهو مؤجل، والنبي صلى الله عليه وسلم «زوج أحد الصحابة بما معه من القرآن (٢)»، ولا شك أن تعليم وتحفيظ الزوجة للقرآن مؤجل عن عقد النكاح.


(١) سورة القصص الآية ٢٧
(٢) الحديث في صحيح البخاري مع الفتح، كتاب النكاح، باب التزويج على القرآن وبغير صداق ٩/ ١١٢ برقم (٥١٤٩) وصحيح مسلم بشرح النووي كتاب النكاح باب أقل الصداق وجواز كونه تعليم قرآن وخاتم حديد ٩/ ٢١١.