ثم قال الكاتب في الصفحة الثالثة في أول السطر التاسع:
أما من اعتقد فيمن يناديه بأنه من أهل العطاء وما ملك إلا بتمليك الله ولا يتصرف إلا بإذن الله فهو موحد. . الخ.
فنقول: لا حاجة لنا في التنقيب عن معتقده الذي يقوم بقلبه فإنه أمر خفي، وقد يقول بلسانه ما ليس في قلبه فنحن نأخذ بالظاهر فإن أفعاله تعبر عن ما في ضميره، ولو حاول تغييره لم يستطع، ثم نقول أيضا كيف يصلح اعتقاد أن المخلوق من أهل العطاء أي أنه يملك أن يعطي من يشاء مغفرة ورزقا ومالا وولدا وصحة وغنى. . . الخ؟ فإن الذي يملك ذلك هو الله وحده كما وصفه نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله: «اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت (١)» وقد أخبر الله عن كل ما يدعى
(١) رواه البخاري رقم ٨٤٤ وغيره عن المغيرة رضي الله عنه.