للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} (١)، فما قاله المصطفى - صلى الله عليه وسلم - هو الحق، قال تعالى: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى} (٢) {إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} (٣)، وفي الحديث يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به»، فالسنة حاكمة على الجميع، ولقد كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعظمون سنته ويجلونها ويحترمونها، ويشنون الغارة على كل من أراد الوقوف أمامها، أو أراد الحط منها، أو أراد ألا يقبلها، لأنهم لا يريدون للسنة إلا أن تتلقى بالقبول والسمع والطاعة.

أيها المسلم ..... إن الولاية لرسول الله تقتضي أن نعظم سنته وأن نجلها وأن ندعو للعمل بها وأن نطبقها على أنفسنا أولا في كل أحوالنا لأن أصحابه الكرام نقلوا لنا كل أحواله. صلى أنس بن مالك خلف عمر بن عبد العزيز رضي الله عنهما في المدينة ولما انصرف قال لقد ذكرني هذا الفتى صلاة محمد - صلى الله عليه وسلم -، هكذا كانوا يعظمون السنة نقلوا لنا السنة في كل تصرفاته وأحواله وفي أوامره ونواهيه لأنهم يرونها هي المنهج القويم والطريق المستقيم الذي لا غنى للناس عنه، لأن هذه السنة شقيقة القرآن.


(١) سورة الأحزاب الآية ٣٦
(٢) سورة النجم الآية ٣
(٣) سورة النجم الآية ٤