للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحد، ولكنها في المجتمع المسلم تتقلص مع قوة الإيمان واليقين، فقد أختلف مع أخي في قضية أو وجهة نظر فهل هذا الخلاف يجعلني أقف معه موقف العداء؟ إن المؤمن حقا يسعى لتضييق شقة الخلاف والنزاع، ويسعى أن يكون المؤمنون إخوة، وأي نزاع أو اختلاف بالإمكان حله على بساط المحبة وعلى بساط: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} (١)، إن موقف المسلم من أخيه موقف الرحمة والمحبة لذا جاء في الحديث، قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ما من امرئ يخذل امرأ مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته (٢)»، إن الخلاف موجود ولكن أهل الإيمان لا تخرج خلافاتهم عن واقعهم ولا محيطهم، فيعالجونها بالحكمة والمحبة الصادقة والولاية الإيمانية التي تجمع القلوب ولا تفرقها، وتجعل المسلم يشعر بالمحبة والمودة نحو أخيه، ولنا في المؤمنين في العصور الأولى المثل الأعلى، قال شيخ الإسلام: ما كان فيمن مضى مثلهم ولن يكون فيمن يأتي مثلهم سبقونا في


(١) سورة المائدة الآية ٢
(٢) سنن أبي داود الأدب (٤٨٨٤)، مسند أحمد (٤/ ٣٠).