للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العامل عنهم، ولا بمسامحة ولي الأمر لو سامح، نظير ما لو تركوا بعض الصلوات في عدم براءة الذمة، واستحقاق العقوبة في الدنيا والآخرة.

فيجب على أمير كل عاملة من العمال وعلى طالب العلم المرافق له وعلى الجباة ونحوهم أن يهتموا لذلك، وأن يتذكروا موقعهم أمام الله يوم القيامة، ومحاسبته إياهم على ما تولوا من هذا الركن العظيم من أركان الإسلام، كما يجب عليهم بعدما يعرفون حدود عمالتهم أن يبحثوا ويحققوا عن قيمة الشاة، وعن قيمة بنت مخاض، وعن قيمة بنت لبون، وعن قيمة الحقة، وعن قيمة الجذعة من الإبل، فإن قيم المواشي تختلف باختلاف البلدان غالبا، فلها في المقاطعة الشمالية وما يليها قيمة، ولها في شمال تهامة قيمة، ولها في الحجاز وما يليه من تهامة قيمة، ولها في تهامة الجنوبية وجهة عسير وما يقاربه قيمة، ولها في أعلى نجد قيمة، ولها في أسفله قيمة، ولها في المقاطعة الشرقية قيمة، كما أنها تختلف بالخصب والجدب، والوقت الذي تعتبر القيمة فيه هو الوقت الذي تؤدى فيه الزكاة، كما يجب عليهم أداء ما قبضوه من الزكاة جميعه ويؤدوه إلى ولي الأمر أو نائبه في ذلك، ولا يغلوا فيدخلوا في عموم الوعيد في قوله تعالى: {وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (١). وعموم الأحاديث الواردة في


(١) سورة آل عمران الآية ١٦١