للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

واضح، وهذه العناوين رؤوس مسائل فقهية بحثها الفقهاء. قال الدهلوي في " حجة الله البالغة ": (وترجم (١) على كل حديث بما قد استنبط منه عالم وذهب إليها ذاهب) (٢).

وقد يجد الإنسان في هذه العناوين من المسائل الفقهية ما لا يكاد يجده في مطولات كتب الفقه.

٢ - عناوينه يغلب عليها الإيجاز، وتبدو هذه الخاصة واضحة إذا قارنا عناوين " السنن " بعناوين صحيح البخاري.

٣ - عناوين " السنن " مصوغة صياغة تغري قارئها وسامعها بقراءة أحاديث الباب التي تندرج تحته، ولنضرب بعض الأمثلة للتوضيح، فعناوين الكتاب كلها تصلح للتمثيل. لنأخذ العنوان الآتي: (باب الرجل ينعس والإمام يخطب) هذا العنوان لا يبين لنا مضمون الباب، ولا بد للإنسان من قراءة ما جاء في هذا الباب حتى يعرف: ما بال هذا الرجل الذي ينعس أثناء خطبة الإمام، والحديث برقم ١١١٩ وهو: (إذا نعس أحدكم وهو في المسجد فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره) (٣).

ولنأخذ العنوان الآتي: (باب من أدرك من الجمعة ركعة) كذلك هذا العنوان لا ينبئ عن مضمونه، ولا بد للراغب في المعرفة من قراءة الباب، والحديث برقم ١١٢١ وهو: «من أدرك من الجمعة ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة (٤)».

وكذلك العنوان: (باب الرد على الإمام) لا يدري قارئ العنوان: أيجوز الرد أم لا يجوز. حتى إذا قرأ ما جاء في الباب عرف، والحديث برقم ١٠٠١ وهو (عن سمرة: «أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نرد على الإمام وأن نتحاب وأن يسلم بعضنا على بعض (٥)».

٤ - وقد يأتي بعنوان كبير يسميه (جماع أبواب. .) أو (باب تفريع أبواب. .) وذلك كما في (باب تفريع أبواب الجمعة) (٦) وتحته ٣٨ بابا، و (جماع أبواب صلاة الاستسقاء وفروعها) (٧) وتحته ثلاثة أبواب.

٥ - وقد يأتي الباب خاليا من العنوان، ويقتصر المؤلف فيه على ذكر (باب) كما في كتاب " الصلاة " (٨).

٦ - وقد يأتي بالعنوان بصيغة الإثبات، والحديث يدل على النفي. كما في الحديث ٦١٦ فالعنوان: باب الإمام يتطوع في مكانه. والحديث هو:


(١) أي عنوان.
(٢) " قواعد التحديث " ص ٣٣١.
(٣) " السنن " ١/ ٤٠٠.
(٤) " السنن " ١/ ٤٠٠.
(٥) " السنن " ١/ ٣٦١.
(٦) " السنن " ١/ ٣٧٧.
(٧) " السنن " ١/ ٤١٢.
(٨) " السنن " ١/ ١٦٠.