ومعنى {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}(١) أي: نخصك وحدك يا إلهنا بالعبادة والاستعانة، وذلك لأن تقديم المعمول يفيد الحصر، وهو إثبات الحكم للمذكور ونفيه عما عداه، فإنه يقول: نعبدك ولا نعبد غيرك، ونستعين بك، ولا نستعين بغيرك، أي نوحدك ونطيعك خاضعين، ونطلب منك وحدك المعونة على عبادتك وعلى جميع أمورنا.
" والقيام بعبادة الله تعالى والاستعانة به هما الوسيلة للسعادة الأبدية، والنجاة من جميع الشرور فلا سبيل إلى النجاة إلا القيام بهما، وإنما تكون العبادة عبادة إذا كانت مأخوذة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقصودا بها وجه الله، فبهذين الأمرين تكون عبادة، وذكر الاستعانة