للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعله بك وتوفيقه لك، فإن التزمت عبوديته، ودخلت تحت رقها أعانك عليها، فكان التزامها والدخول تحت رقها سببا لنيل الإعانة، وكلما كان العبد أتم عبودية كانت الإعانة له من الله أعظم، ومن ثم فإن تقديم العبادة تقديم للسبب على المسبب.

١٠ - ولأن {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} (١) لله، {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (٢) به والذي له مقدم على ما به، لأن ما له متعلق بمحبته ورضاه والذي (يكون) به متعلق بمشيئته وما تعلق بمحبته أكمل مما تعلق بمجرد مشيئته، إذ الكون كله متعلق بمشيئته كذلك، والملائكة والشياطين والمؤمنون والكفار والطاعات والمعاصي، والمتعلق بمحبته طاعاتهم وإيمانهم، فالكفار أهل مشيئته والمؤمنون أهل محبته، ولهذا لا يستقر في النار شيء لله أبدا، وكل ما فيها فإنه به تعالى وبمشيئته.


(١) سورة الفاتحة الآية ٥
(٢) سورة الفاتحة الآية ٥