للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي ضمن ذلك الإيمان باللوح والقلم، قال تعالى: {وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ} (١). وقال سبحانه: {إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ} (٢). وقال: {وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (٣).

وقال - صلى الله عليه وسلم - «ما من نفس منفوسة، إلا وقد كتب الله مكانها من الجنة والنار. وإلا وقد كتبت شقية أو سعيدة (٤)»

المرتبة الثالثة:

الإيمان بمشيئة الله النافذة، وقدرته الشاملة، وهما متلازمتان من جهة ما كان وما سيكون، ولا ملازمة بينهما من جهة ما لم يكن ولا هو كائن، فما شاء الله تعالى فهو كائن بقدرته لا محالة، وما لم يشاء الله تعالى لم يكن لعدم مشيئة الله إياه لا لعدم قدرة الله عليه، تعالى الله عن ذلك، {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا} (٥).

ومن أدلة هذه المرتبة: قوله - عز من قائل -: {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ} (٦)


(١) سورة يس الآية ١٢
(٢) سورة الحج الآية ٧٠
(٣) سورة فاطر الآية ١١
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب (٦٥) التفسير، باب تفسير سورة (والليل إذا يغشى)، (فتح الباري ٨/ ٧٠٩) ح (٤٩٤٨)، ومسلم، كتاب (٤٦) القدر، باب (١) كيفية خلق الآدمي .. ، (٤/ ٢٠٣٩) ح (٢٦٤٦).
(٥) سورة فاطر الآية ٤٤
(٦) سورة الإنسان الآية ٣٠