للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٤ - أن ما لا قدرة للإنسان فيه فله أن يحتج عليه بالقدر، لقوله: «ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل (١)» وأما الذي يمكنك، فليس لك أن تحتج بالقدر.

٥ - أن للشيطان تأثيرا على بني آدم؛ لقوله: «فإن لو تفتح عمل الشيطان (٢)» وهذا لا شك فيه، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم (٣)»

فقال بعض أهل العلم: إن هذا يعني الوساوس التي يلقيها في القلب فتجري في العروق.

وظاهر الحديث: أن الشيطان نفسه يجري من ابن آدم مجرى الدم، وهذا ليس ببعيد على قدرة الله عز وجل، كما أن الروح تجري مجرى الدم، وهي جسم، إذا قبضت تكفن وتحنط وتصعد بها الملائكة إلى السماء.

ومن نعمة الله أن للشيطان ما يضاده، وهي لمة الملك، فإن للشيطان في قلب ابن آدم وللملك لمة، ومن وفق غلبت


(١) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٢) صحيح مسلم القدر (٢٦٦٤)، سنن ابن ماجه الزهد (٤١٦٨)، مسند أحمد (٢/ ٣٧٠).
(٣) أخرجه البخاري، كتاب (٣٣) الاعتكاف، باب (١١) زيارة المرأة زوجها في اعتكافه، ح (٢٠٣٨)، (فتح الباري ٤/ ٢٨١)، ومسلم في السلام، باب: بيان أنه يستحب لمن رئي خاليا بامرأة .. (٤/ ١٧١٢).