وهي أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - بصفات ملازمة لأمانة التبليغ، {تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}(١).
فالمخاطب الأمة، لكن رسول الله قدوتهم، وأكرمهم عند ربه، وأكثرهم أتباعا، بما تحمل من ثقل التبليغ، فكان يحذر أمته من التهاون في واجب أمانة التبليغ: الخاصة لدين الله، وأمانة أداء العامة، في كل أمر من الأمور الدينية والدنيوية، ووعده ربه بالنصر، والعصمة من الناس، وأن يعتمد على خالقه ولا يخافهم.
فاستجاب، وصعد الصفاء، وصدع في الناس، منذرا ومخوفا.
وما ذلك إلا أن نشر دين الله في البشرية كلها أمانة، يجب أن يتحملها ويؤديها كل فرد مسلم، إبراء للذمة، ولتقوم الحجة.
علاوة على الجماعات، الذين عليهم السعي في أدائها بقدر الاستطاعة، حتى يخف عنهم حمل المسألة، إذ كل فرد على ثغر من ثغور الإسلام، يجب عليه أن يقف حارسا أمينا، يقظا ليدافع - بقدرته - كل من يحاول النيل من هذا الكيان، ويحمي الجانب الذي هو فيه،