للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اليهود لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فلما سئل ما هي قال: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (١) (٢).

فأولئك الرجال الذين فهموا بعمق، وحسن تطبيق، دلالة هذه الآيات، اتصلوا بأفراد وجماعات في أصقاع الأرض، مع تجارتهم وتعاملهم، ترافقهم صفات هذا الدين: صدقا في الحديث، وتعاملا حسنا، وأمانة في أداء الحقوق كاملة وفي وقتها، ومحافظة على أداء الشعائر الدينية، بانتظام وطهارة، وحسن مظهر، وحفظا للمواعيد والمواثيق، وغيرها من الخصال التي تشوق إليها النفوس، ويتحقق بها، أمان القلوب، وأمان المجتمع، والأمان على المال والعرض والأبدان.

فدخلت هذه الخصال قلوبهم، ورغبوا في دين هذه قيمه ومبادئه، دخلوا فيه طواعية، وبأمانة ممن نقل إليهم: خصالا عاينوها، وتعاملا أنسوا به، ووفاء في الحقوق، وبركة في النتائج.

وفي هذا رد عملي على من قال: إن الإسلام لم ينتشر إلا بحد السيف، والقوة، بل يرد هذه المقالة: إبقاء المسلمين لأهل الكتاب، ومن شاكلهم على دينهم بدون إكراه، ولا مضايقات لا يمسهم شيء،


(١) سورة المائدة الآية ٣
(٢) سورة آل عمران الآية: ٨٥ ويراجع تفسيرها عند ابن كثير في تفسيره، وعن مكان ويوم النزول.