ويؤدي كل منهم دوره ومهمته .. مما كان سببا في دخول كثير منهم الإسلام بطواعية، وبحسن اختيار، ولا إكراه.
بل زاد عمر رضي الله عنه في الإحسان إليهم لما رأى رجلا مسنا، أنهكته الأيام، فعجز عن العمل، ليؤدي ما عليه، فأمر رضي الله عنه بإعطائه من بيت المال ما يكفيه، قائلا: من حقه أن يعطى كفايته من بيت مال المسلمين، في كبره وعجزه، ما دام وفى بما عليه في قدرته، وهذا من حق الأمانة والعهد.
وغير هذا من صفات، هي النموذج الذي ترنو إليه قلوب البشر، وتركت آثارا في عقلاء أهل الكتاب على مر العصور، نأخذ مثالا من عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -، عندما تولى الخلافة، فقد جاء إليه وفد من إحدى المدن الرومانية، يشكون مسلمة بن عبد الملك، قائد الجيوش الإسلامية هناك، الذي استباح بلدتهم، ولم يسبق منه إنذار بدعوتهم للإسلام، ويمهلهم ثلاثة أيام، كما هي تعاليم هذا الدين، أخذا من حديث معاذ بن جبل لأهل اليمن، ومن وصايا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، لقادة السرايا والجيوش، كما في سيرة ابن هشام ".
فقد سبى وقتل .. فغضب عمر بن عبد العزيز يرحمه الله، وكتب