للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

آبائهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «ألا من ظلم معاهدا، أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته، أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس، فأنا حجيجه يوم القيامة (١)» ... أخرجه أبو داود في كتاب الخراج والفيء، باب في تفسير أهل الذمة (٢).

٦ - وأخرج أبو داود أيضا، في كتاب الخراج عن العرباض بن سارية رضي الله عنه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن الله لم يحل لكم، أن تدخلوا بيوت أهل الكتاب، إلا بإذن، ولا ضرب نسائهم، ولا أكل ثمارهم، إذا أعطوا الذي عليهم (٣)»

وغير هذا من النصوص الشرعية، وأقوال العلماء، ما داموا لم يرفعوا راية ضد الإسلام وأهله، ولم ينقضوا عهدا مبرما معهم، أو يعلنوا العداء للإسلام ونبيه، قولا أو فعلا.

فإذا كان هذا لأهل الكتاب، فما بالك بأصحاب الفكر الضال، والآراء المنحرفة، وقتل الأبرياء، وتدمير الممتلكات، وترويع الآمنين، والتسلط على العلماء: إيذاء وتهديدا، وحفاظ الأمن، والقيادات في الدولة ... وتكفيرهم .. إن ذلك من خيانة الأمانة، ومن إيذاء المؤمنين بغير ما اكتسبوا .. فهذا زيادة عن كونه بعيدا عن الأمانة،


(١) سنن أبي داود الخراج والإمارة والفيء (٣٠٥٢).
(٢) برقم: ٣٠٥٨.
(٣) المصدر السابق.