للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نعمة الأمن عرف قدرها الكمل من البشر وهم أنبياء الله، يقول الله سبحانه عن صالح عليه السلام، وهو يذكر قومه هذه النعمة، ويحذرهم من الاستخفاف بها: {أَتُتْرَكُونَ فِي مَا هَاهُنَا آمِنِينَ} (١) {فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ} (٢) {وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} (٣) {وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ} (٤) {فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ} (٥) {وَلَا تُطِيعُوا أَمْرَ الْمُسْرِفِينَ} (٦) {الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ} (٧).

وأبونا إبراهيم عليه السلام عندما فرغ من بناء البيت دعا لسكانه بتلك الدعوات، قال الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ} (٨) الآية، فبدأ بنعمة الأمن؛ لأن بحصوله يتحقق الخير بتوفيق من الله سبحانه.

أيها المسلم. . . . بم يتحقق الأمن؟ إن الأمن في الأوطان يتحقق بعبادة الله وحده لا شريك له، والخضوع له، والقيام بشرعه، قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (٩).


(١) سورة الشعراء الآية ١٤٦
(٢) سورة الشعراء الآية ١٤٧
(٣) سورة الشعراء الآية ١٤٨
(٤) سورة الشعراء الآية ١٤٩
(٥) سورة الشعراء الآية ١٥٠
(٦) سورة الشعراء الآية ١٥١
(٧) سورة الشعراء الآية ١٥٢
(٨) سورة البقرة الآية ١٢٦
(٩) سورة النور الآية ٥٥