للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جاءه الثبت من الله تعالى بأنه غيره على ما تقتضيه قصة تميم الداري، وبه تمسك من جزم بأن الدجال غير ابن صياد، وطريقه أصح، ثم قال بعد خبر تميم: فيه أن الدجال الأكبر الذي يخرج في آخر الزمان غير ابن صياد " (١)

وقال البرزنجي: " الأصح أن الدجال غير ابن صياد، وإن شاركه ابن صياد في كونه أعور، ومن اليهود، وأنه ساكن في يهودية أصبهان إلى غير ذلك، وذلك لأن أحاديث ابن صياد كلها محتملة، وحديث الجساسة نص فيقدم، ومما يرجح أنه غيره أن قصة تميم الداري متأخرة عن قصة ابن صياد، فهو كالناسخ له؛ ولأنه حين أخبره صلى الله عليه وسلم بأنه في بحر الشام، أو بحر اليمن، لا، بل من قبل المشرق كان ابن الصياد بالمدينة، فلو كان هو لقال: بل هو بالمدينة " (٢)

وقال ابن كثير رحمه الله: " والمقصود أن ابن صياد ليس بالدجال الذي يخرج في آخر الزمان قطعا، وذلك لحديث فاطمة بنت قيس الفهرية، فإنه فيصل في هذا المقام " (٣)

ولقد حاول ابن حجر رحمه الله الجمع بين خبر تميم الداري،


(١) انظر: فتح الباري (١٣/ ٣٢٦).
(٢) الإشاعة (١٤١) نقلا عن المباركفوري في تحقيقه للسنن الواردة للداني (٦/ ١٢٠٣).
(٣) النهاية في الفتن (١/ ٥٥).