وأخيرا وإن كنا نقول بخبر تميم في الدجال، إلا أننا نكل علم خبر ابن صياد إلى الله تعالى، خاصة ما ذكر من أنه فقد يوم الحرة، ومن أن أناسا شاهدوه بأصبهان، فنكل علم ذلك إلى الله تعالى، خاصة أنه من العلم الذي لا يضر الجهل به فهو لا ينبني عليه عمل، إذ قد تردد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر ابن صياد، ولم يوح إليه في أمره بشيء - كما تقدم - ولو كان يعلم بذلك مما كلفنا به لبينه الصادق الأمين لنا؛ إذ تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز.
وسواء كان الدجال هو ابن صياد أو غيره فعلينا ألا نشغل العامة بهذه المسألة فقد مضى أمرها، والذي نقطع به، ونعتقده أن الدجال محبوس الآن حي موجود في مكانه، وأنه سيخرج لا محالة، فلنستعد له الآن بالإيمان والعلم، والمداومة على الاستعاذة بالله من شره، وحفظ عشر آيات من سورة الكهف، ونشر أوصافه وأخباره بين الناس، فهذا ما نحتاجه، والله أعلم " (١)