ويجاب عن هذا الدليل: بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقر تلك المرأة؛ وإنما أنكر عليها، وأمرها بتقوى الله، ومن ذلك النهي عن زيارة القبور للنساء.
الترجيح:
إذا أمعنا النظر فيما سبق من الأقوال، وما ورد عليها من مناقشات يظهر - والله أعلم - أن القول الراجح هو القول الأول، وهو أن زيارة القبور للنساء محرمة، وذلك للأسباب الآتية:
أولا: قوة أدلة هذا القول، وسلامتها من المناقشة في الجملة.
ثانيا: أن أدلة الأقوال الأخرى، قد تمت الإجابة عليها.
ثالثا: أن القول بالتحريم يتمشى مع قواعد الشريعة العامة، ومع مصلحة الناس في العاجل والآجل.
رابعا: أن القول بالجواز قد يقبل في زمن أمن الفتنة والفساد، أما في زمن كثرة الفتن، والفساد، والابتداع، فلا يمكن أن يقبل بحال، وخاصة ما يحصل في هذه الأزمنة في بعض البلدان الإسلامية عند زيارة القبور، من البلاء، والفتن، والتبرج ما لا يرضاه دين، ولا يقره عقل، فالله المستعان.