للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويجاب عن هذا: بأن هذه الآثار ضعيفة واهية لا يحتج بها؛ لأنها ليست ثابتة.

ولو سلمنا بثبوتها، فليست حجة في محل النزاع؛ لأن ما نقل عن عمر -رضي الله عنه - لا يدل على جواز السفر لزيارة القبور.

وأما الأثر عن بلال - رضي الله عنه - فليس فيه أنه قصد مجرد زيارة القبر، بل يحتمل أنه قصد زيارة المسجد، أو أنه قصدهما جميعا (١) والدليل إذا تطرق له الاحتمال سقط به الاستدلال.

الترجيح:

إذا أمعنا النظر - فيا سبق من الأقوال، وما ورد عليها من مناقشات يظهر - والله تعالى أعلم أن القول الراجح هو القول الأول، وهو تحريم السفر لزيارة القبور، وذلك للأسباب التالية:

أولا: أن أدلة هذا القول أدلة صحيحة صريحة الدلالة في تحريم السفر لزيارة القبور.

ثانيا: أن أصحاب القول الثاني استدلوا بأدلة ضعيفة، لا تقوى على الاحتجاج بها.

ثالثا: أن القول بمشروعية السفر لزيارة القبور، وخاصة قبور


(١) ينظر: الصارم المنكي ص ٢٤١.