للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أن تخدشها أبصار الذين في قلوبهم مرض، إنه الحجاب، القضية الكبرى، والمسألة العظمى، التي جهلها بعض الناس، فظنوا أنه مجرد لباس يلبس، للمرأة الحرية في اختيار شكله، ولها الحرية في نزعه.

طالما استوقفني هذا الموضوع كثيرا، ورأيت فيه من تضارب الأقوال شيئا كبيرا، فتارة يقال: بأن مسألة حجاب الوجه للمرأة مسألة اتفاقية، وتارة يقال: بل هي مسألة خلافية، وتارة يقال: بأن مذاهب الأئمة الأربعة على جواز كشف الوجه للمرأة، وتارة يقال بالعكس من ذلك. تارة ينسب إلى بعض السلف من الصحابة - رضي الله عنهم - القول بكشف الوجه للمرأة، وتارة ينسب لهم قول آخر بخلافه.

فأين محل الاتفاق؟ وأين محل الخلاف؟ وما هو الحكم الشرعي الصحيح الواجب على كل مسلم ومسلمة اتباعه؟

وللإجابة عن ذلك قمت بهذا البحث المتواضع؛ من أجل الوصول إلى رؤية واضحة يعضدها الدليل، وكلام أهل العلم الموثق من كتبهم، من أجل تحقيق نسبة الأقوال لكل مذهب، ومن أجل معرفة حقيقة الخلاف بينهم في هذه المسألة.

وهذا البحث يتكون - بعد المقدمة - من تمهيد ومبحثين وفق الآتي: