للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى إمام المتقين محمدا صلى الله عليه وسلم، فنهج نهجه وسلك طريقه الحنيف الذي سنه لأمته، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (١) وسمع نداء الحق تعالى {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (٢) فلم تغره الدنيا بزخارفها ولم تلهه بعلائقها، وأحب لقاء الله فجد واجتهد في سيره الحثيث إليه، وعني برسم معالم ذلك الطريق وتوضيح منازله ومقاماته وأحواله ووسائل السير فيه، وذلك في العديد من كتبه، ولا سيما كتابه (مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين)، الذي جاء شرحا ممتعا وافيا وسهلا ميسرا لكتاب (منازل السائرين) لأبي إسماعيل عبد الله الهروي حاول فيه ابن القيم إبراز ما يحويه هذا الكتاب من حق وخير وزيادتهما بيانا وإيضاحا، وتهذيب ما يشوبه من شطحات


(١) سورة آل عمران الآية ٣١
(٢) سورة الأنعام الآية ١٥٣