للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويقول أيضا: (الإيمان له ظاهر وباطن. وظاهره قول اللسان وعمل الجوارح، وباطنه تصديق القلب وانقياده ومحبته. فلا ينفع ظاهر لا باطن له وإن حقن به الدماء وعصم به المال والذرية، ولا يجزئ باطن لا ظاهر له إلا إذا تعذر بعجز أو إكراه وخوف وهلاك. فتخلف العمل ظاهرا مع عدم المانع دليل على فساد الباطن وخلوه من الإيمان ونقصه دليل نقصه، وقوته دليل قوته.

فالإيمان قلب الإسلام ولبه، واليقين قلب الإيمان ولبه. وكل علم وعمل لا يزيد الإيمان واليقين فمدخول، وكل إيمان لا يبعث على العمل فمدخول (١)

ومدار الإيمان في نظره على أصلين اثنين:

أحدهما: التصديق بخبر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم.

والثاني: طاعة أوامرهما.

ويتبع هذين الأصلين أمران هما:

رد شبهات الباطل التي توحيها شياطين الجن والإنس في معارضة الخير.

ومجاهدة النفس في دفع الشهوات التي تحول بين العبد وكمال الطاعة. (٢)


(١) الفوائد، ص١١٧
(٢) انظر: مفتاح دار السعادة، ص١٩٥ - ١٩٦، ط عام ١٤١٦هـ -١٩٩٥ م دار الكتب العلمية- بيروت