للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

جميع أحوالك، ووقفت مع ما يأمرك به فلا تخالفه ألبتة، فتجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لك شيخا وإماما وقدوة وحاكما، وتعلق قلبك بقلبه الكريم وروحانيتك بروحانيته كما يعلق المريد روحانيته بروحانية شيخه، فتجيبه إذا دعاك، وتقف معه إذا استوقفك، وتسير إذا سار بك، وتقيل إذا قال، وتنزل إذا نزل، وتغضب لغضبه، وترضى لرضاه.

وإذا أخبرك عن شيء أنزلته منزلة ما تراه بعينك، وإذا أخبرك عن الله بخبر أنزلته منزلة ما تسمعه من الله بأذنك.

وبالجملة: تجعل الرسول شيخك وأستاذك ومعلمك ومربيك ومؤدبك، وتسقط الوسائط بينك وبينه إلا في التبليغ، كما تسقط الوسائل بينك وبين المرسل في العبودية، ولا تثبت وساطة إلا في وصول أمره ونهيه ورسالته إليك" (١)

ويتابع فيقول: "وهذان التجريدان هما حقيقة شهادة ألا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله. والله وحده هو المعبود المألوه الذي لا يستحق العبادة سواه، ورسوله المطاع المتبع المهتدى به الذي لا يستحق الطاعة سواه. ومن سواه فإنما يطاع إذا أمر الرسول بطاعته، فيطاع تبعا للأصل.

وبالجملة: فالطريق مسدودة إلا على من اقتفى آثار الرسول صلى الله عليه وسلم.


(١) مدارج السالكين، ج٣/ص١٠٩