ولما للذنوب والمعاصي من أضرار كثيرة جدا في القلب كأضرار السموم في البدن.
يقول ابن القيم:"حياة القلب بدوام الذكر وترك الذنوب، كما قال عبد الله بن المبارك رحمه الله:
رأيت الذنوب تميت القلوب ... وقد يورث الذل إدمانها
وترك الذنوب حياة القلوب ... وخير لنفسك عصيانها (١)
ويقول: "مما ينبغي أن يعلم أن الذنوب والمعاصي تضر، ولا بد أن ضررها في القلب كضرر السموم في الأبدان على اختلاف درجاتها في الضرر، وهل في الدنيا والآخرة شر وداء إلا سببه الذنوب والمعاصي؟.
فما الذي أخرج الأبوين من الجنة - دار اللذة والنعيم والبهجة والسرور - إلى دار الآلام والأحزان والمصائب؟
وما الذي أخرج إبليس من ملكوت السماء وطرده ولعنه، ومسخ ظاهره وباطنه فجعل صورته أقبح صورة، وباطنه أقبح من صورته وأشنع، وبدل بالقرب بعدا، وبالرحمة لعنة، وبالجمال قبحا،