للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والخبث ولذلك أطلقت على الأوثان فهي أسوأ مفهوما من كلمة الخبث، وقد علم من عدة آيات أن الله أحل الطيبات وحرم الخبائث، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام «الخمر أم الخبائث (١)». رواه الطبراني في الأوسط من حديث عبد الله بن عمر.

٢ - أنه صدر الجملة بإنما الدالة على الحصر للمبالغة في ذمها، كأنه قال: ليست الخمر وليس الميسر إلا رجسا فلا خير فيها البتة.

٣ - أنه قرنها بالأنصاب والأزلام التي هي من أعمال الوثنية وخرافات الشرك، وقد أورد المفسرون هنا حديث «شارب الخمر كعابد وثن (٢)».

٤ - أنه جعلها من عمل الشيطان لما ينشأ عنها من الشرور والطغيان، وهل يكون عمل الشيطان إلا موجبا لسخط الرحمن.

٥ - أنه جعل الأمر بتركها من مادة الاجتناب، وهو أبلغ من الترك لأنه يفيد الأمر بالترك مع البعد عن المتروك بأن يكون التارك في جانب بعيد عن جانب المتروك، ولذلك نرى القرآن لم يعبر بالاجتناب إلا عن ترك الشرك والطاغوت الذي يشمل الشرك والأوثان وسائر مصادر الطغيان وترك الكبائر عامة وقول الزور الذي هو من أكبرها قال تعالى {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ} (٣).

٦ - أنه جعل اجتنابها مصدرا للفلاح ومرجاة له، فدل ذلك على أن ارتكابها من الخسران والخيبة في الدنيا والآخرة.

٧ - أنه أمر بتركها بصيغة الاستفهام المقرون بفاء السببية.

٨ - أنه جعلهما مثارا للعداوة والبغضاء وهما شر المفاسد الدنيوية المتعدية إلى أنواع من المعاصي في الأقوال والأعراض والأنفس. ولذلك سميت الخمرة بأم الخبائث وأم الفواحش.

٩ - أنه جعلهما صادين عن ذكر الله وعن الصلاة وهما روح الدين وعماده وزاد المؤمن وعتاده.


(١) سنن النسائي الأشربة (٥٦٦٦).
(٢) سنن ابن ماجه الأشربة (٣٣٧٥).
(٣) سورة الحج الآية ٣٠