للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

البصري: (هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم)، وإذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد كما قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (١). ٨ - أن المعاصي تورث الذل ولا بد، فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى، قال تعالى: {مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا} (٢) ٩ - أنها تفسد العقل، فإن للعقل نورا، والمعصية تطفئ نور العقل ولا بد، وإذا طفئ نوره ضعف ونقص.

١٠ - أنها تضعف في القلب تعظيم الرب جل جلاله، وتضعف وقاره في قلب العبد ولا بد شاء أم أبى، ولو تمكن وقار الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه.

١١ - أنها تذهب الحياء الذي هو مادة حياة القلب، وهو أصل كل خير. وذهابه ذهاب الخير أجمعه. وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الحياء خير كله (٣)» (٤)


(١) سورة الحج الآية ١٨
(٢) سورة فاطر الآية ١٠
(٣) رواه الإمام مسلم في صحيحه في كتاب (الإيمان) باب (بيان عدد شعب الإيمان)، ج٢/ص٧
(٤) انظر الجواب الكافي، في الصفحات: ٥١، ٥٤، ٥٥، ٥٨، ٥٩، ٦٨، ٦٩.