للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان بعض السلف يقول: لو أن لي دعوة مستجابة لصرفتها إلى السلطان؛ لأن صلاحه يترتب عليه صلاح رعيته.

أيها الأمير: إن العدل قوام الدنيا والدين، وصلاح المخلوقين، وهو الإلف المألوف، المؤمن من كل خوف، به تألفت القلوب، والتأمت الشعوب، والعدل مأخوذ من الاعتدال والاستواء، وحقيقته وضع الأمور في مواضعها، وأخذ الأموال من حلها ووضعها في محلها.

فجدير بمن ملكه الله بلاده، وحكمه على عباده، أن يكون لنفسه مالكا، ولطريق العدل والقصد سالكا، وللهوى والشهوات الخارجة عن حد الاعتدال تاركا، فإذا فعل ذلك ألزم النفوس طاعته، والقلوب محبته، وأشرق بنور عدله زمانه، وكثر على عدوه أنصاره وأعوانه (١)

وأمامنا الكثير من النماذج الرائعة للنصائح التي وجهها الشيخ - رحمه الله - إلى الحكام والعلماء والطلاب، وفئات مختلفة من الناس، يجدها القارئ في رسائله ومؤلفاته، وفي خطب الجمعة ومجالسه ومراسلاته، ولو قدمت للقراء تراثا في مركز ثقافي، لكانت من مآثره الخالدة، التي يستنير بها القارئ، وتفيد الطالب والباحث ... مثلما صار لشيخه: فضيلة الشيخ محمد بن عبد العزيز بن مانع رحمه الله، الذي قدم أبناؤه حصيلة حياته في صناديق للمركز الثقافي بمدينة الرياض


(١) الورقات من ابنه ص ١٣