وإذا سجد وإذا رفع رأسه من السجود، يحاذي بهما فوق أذنيه (١)» فماذا تقول هنا في قوله: وإذا سجد، هل هذا يكون بعد قبض يد اليمنى على اليسرى، أم هي نفس الرفع عند الرفع من الركوع، وما درجة هذا الحديث، وهل يعمل به، إذا فعل كيف العمل به. ورد بعض الأحاديث برفع اليدين بين السجدتين وفي بعضهما نهي عن الرفع بينهما، فما وجه الجمع بينهما وما الحكم؟
ج٦: سلك بعض العلماء مسلك الترجيح في ذلك، فرجحوا ما رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما من عدم رفع اليدين عند السجود والرفع منه، واعتبروا رواية الرفع فيهما شاذة لمخالفتها لرواية الأوثق. وسلك آخرون مسلك الجمع بين الروايات لكونه ممكنا، فلا يعدل عنه إلى الترجيح، لاقتضاء الجمع العمل بكل ما ثبت، واقتضاء الترجيح رد بعض ما ثبت وهو خلاف الأصل. وبيان ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه في السجود والرفع منه أحيانا وتركه أحيانا، فروى كل ما شاهد، والعمل بالأول أولى للقاعدة التي ذكرت معه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(١) صحيح البخاري الأذان (٧٠٤)، صحيح مسلم الصلاة (٣٩١)، سنن النسائي التطبيق (١٠٨٥)، سنن أبي داود الصلاة (٧٤٥)، سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (٨٥٩)، مسند أحمد بن حنبل (٥/ ٥٣)، سنن الدارمي الصلاة (١٢٥١)