للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تدعوهم إلى أن يوحدوا الله (١)»

وقد فسر هذا الذي سمي في هذه الرواية توحيدا بالعبادة، ففي لفظ آخر: «فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله (٢)» وفي لفظ آخر: «فإذا جئتهم فادعهم إلى أن يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (٣)» فجعل الشهادة هي معنى التوحيد. وفي رواية لحديث ابن عمر في مباني الإسلام: «بني الإسلام على خمس: على أن يوحدوا الله (٤)» ... فجعل الشهادة هي التوحيد. وفي حديث عمرو بن عبسة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما أنت؟ قال " نبي الله ". قال: آلله أرسلك؟ قال " نعم " قال: بأي شيء قال " ... وأن يوحد الله لا يشرك به شيئا (٥)»

وعرف الصحابة هذا المفهوم فاستعملوه في كلامهم، في حديث جابر بن عبد الله في سياق صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " فأهل بالتوحيد «لبيك اللهم لبيك، ليبك لا شريك لك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك (٦)» فجعل الإهلال بالحج لله وحده لا شريك له توحيدا، والحج من أعمال التعبد.

ومفهوم الشرع هذا لمسمى التوحيد هو الذي فهمته الأمة واتفقت على إطلاق اسم التوحيد عليه، قال الدارمي:


(١) أخرجه البخاري، انظر الصحيح مع الفتح ١٣/ ٣٤٧ حديث رقم ٧٣٧٢
(٢) أخرجها البخاري، انظر الصحيح مع الفتح ١٣/ ٣٢٢ حديث رقم ١٤٥٨ ومسلم ١/ ٥١ حديث ٣١.
(٣) أخرجه البخاري، انظر الصحيح مع الفتح ٣/ ٣٥٧ حديث ١٤٩٦، وانظر مسلم ١/ ٥٠ حديث. ٢٩
(٤) أخرجه مسلم، ١/ ٤٥ حديث ١٩.
(٥) أخرجه مسلم ١/ ٥٦٩ حديث ٨٣٢.
(٦) أخرجه مسلم ٢/ ٨٨٦ حديث ١٢١٨.