للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والحق في اللغة هو الواجب، يقال: حق الشيء: وجب (١)

والتوحيد هو الواجب لله وجوبا ثابتا متأكدا لا سبيل لإنكاره، وهو الصواب الذي لا مدخل للخطأ فيه، والصحيح الذي لا تنفذ شبهة إليه، فهو حق الله لا شريك له فيه ولا ينبغي لغيره.

وتأكد وجوب التوحيد لله من جهتين:

١. فهو متأكد في ذاته لثبوته وتمكنه بإضافته إلى الله، فالله هو أهله كما قال سبحانه: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} (٢)، أي: أهل لأن يتقى بعبادته وتوحيده بالعبادة، لأنه الذي لا ينبغي العبادة لأحد سواه، ولا تحق إلا له، فرجوع حق التوحيد إلى الله وتعلقه به سبحانه يجعله متأكدا في ذاته، ولذلك وصف نفسه سبحانه بأنه (الحق) والمعبودات من دونه باطل، فقال: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} (٣)، وقال: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ} (٤)، أي: هو المعبود بحق، الحق في العبادة له لا لغيره، كما زاده بيانا سبحانه حين ذكر أنه ينادي المشركين به يوم القيامة فيقول: {وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ} (٥)


(١) انظر تهذيب اللغة ٣/ ٣٧٤ ومعجم مقاييس اللغة ٢
(٢) سورة المدثر الآية ٥٦
(٣) سورة الحج الآية ٦٢
(٤) سورة لقمان الآية ٣٠
(٥) سورة القصص الآية ٧٤