للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال سبحانه: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} (١)، وقال سبحانه: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} (٢).

والقسم الآخر خلق مكلف تمكن منهم المعصية، فمنهم من يوحد الله فيوافق ما يجب أن يقع، ومنهم من يعود بحق الله إلى غيره فيخرج من حد التوحيد، ولذا لما ذكر سبحانه غير المكلفين في قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ} (٣) عمهم من غير استثناء، فالجميع يسجد له، ثم لما ذكر بعض المكلفين قال: {وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ} (٤) فاستثنى، وهذا القسم تعاهد الله حقه فيهم، ففطرهم في أول الأمر على توحيده، كما قال: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (٥) ثم لما أهبطهم إلى الأرض أخبر أنه لا يتركهم بلا هدى يرسله فيهم يحفظهم من الصوارف عن التوحيد


(١) سورة النور الآية ٤١
(٢) سورة الإسراء الآية ٤٤
(٣) سورة الحج الآية ١٨
(٤) سورة الحج الآية ١٨
(٥) سورة الروم الآية ٣٠