للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ} (١) فانظر في هذه الآية كيف دلت لعنوان المطلب وتأمل في خبره سبحانه أنه إن لم تقم العلاقات بين الخلق على أساس الموالاة في التوحيد والمعاداة فيه فسيحصل من الشر والفساد الكثير مما يجمعه عدم التوحيد أو عدم وقوع كثير من أفراده وما يجر ذلك من سخط الله وعقوباته. وكما أن التوحيد أصل فروعه الطاعات، فإن صنوه " البراءة من المشركين " أصل فروعه البراءة من كل شيء لم يكن لله أو في الله، ومن حقق هذه الصلة بالله حصل ثمراتها الجليلة الهنيئة، وهي ثمرات دلت عليها النصوص ومنها: - أنه يجد حلاوة الإيمان كما قال صلى الله عليه وسلم: «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار (٢)»

- أن من أقبل على التوحيد يحصل فرائضه ويستزيد من نوافله تسلم حركته في الحياة من كل سوء فلا يكون منه إلا خيرا لنفسه ولغيره، ففي الحديث القدسي: «ما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه


(١) سورة الأنفال الآية ٧٣
(٢) متفق عليه، البخاري مع الفتح ١/ ٦٠ رقم ١٦، ومسلم ١/ ٦٦ رقم ٤٣.