للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من اتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه في جوف بيته (١)» ودعوة المظلوم مستجابة ليس بينها وبين الله حجاب.

فالمسلم الذي يريد حماية عرضه والحريص على العافية في دينه وبدنه وولده وماله عليه أن يكف عن أعراض الناس.

ويذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن من أسباب البغي الحسد والبغض؛ لأنه يكره أولا فضل الله على المحسود، ثم ينتقل البغض إلى صاحب النعمة (٢) فإذا أنعم الله على أخيك نعمة فلك فيه حالتان، إحداهما: أن تكره تلك النعمة وتحب أو تسعى لزوالها، وهذه الحالة تسمى حسدا.

الثانية: ألا تحب زوالها ولا تكره وجودها ودوامها له، ولكنك تريد لنفسك مثلها، فهذا يسمى غبطة، فالأول حرام على كل حال إلا نعمة على كافر أو فاجر وهو يستعين بها على تهييج الفتنة وإفساد ذات البين وإيذاء العباد، فهذه لا يضرك كراهتك لها ولا محبتك زوالها فإنك لم تحب زوالها من حيث هي نعمة، بل من حيث هي آلة للفساد. ووجه تحريم الحسد مع ما علم من الأحاديث أنه تسخط لقدر الله تعالى وحكمته في تفضيل بعض عباده على بعض؛ ولذا قيل:


(١) أخرجه أبو داود: ٤/ ٢٧٠، وأحمد: ٤/ ٤٢٠، وأبو يعلى في المسند: ٣/ ٢٣٧ وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: ٨/ ٨٧: (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير ميمون بن عجلان وهو ثقة) وقال أيضا في مجمع الزوائد ٨/ ٩٣. (رواه أبو يعلى ورجاله ثقات).
(٢) انظر: أمراض القلوب ابن تيمية: ١/ ٢٢، ومجموع الفتاوى: ١٠/ ١٢٦.