للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

١ - أما ما يخص الرؤيا الحسنة فيستحب للرائي:

أ - أن يحدث بها، فقد ثبت بالسنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إذا رأى أحدكم ما يحب فليحدث به (١)» لبيان نعمة الرب على العبد، فهذا من شكر النعم التي تدخل تحت قوله تعالى: {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ} (٢).

بـ - ألا يخبر بها إلا من يحب؛ قال صلى الله عليه وسلم: «فلا يحدث بها إلا من يحب (٣)» فيكون ذا مودة له فلا يكيد له ولا يحسده، ويذكر الحافظ ابن حجر بأن تقييد الإخبار بالرؤيا الحسنة لمن يحب لأنه إذا حدث بالرؤيا الحسنة من لا يحب قد يفسرها له بما لا يحب؛ إما بغضا وإما حسدا، فقد تقع على تلك الصفة أو يتعجل لنفسه من ذلك حزنا ونكدا، فأمر بترك تحديث من لا يحب (٤) قال الله تعالى عن يعقوب: إنه قال ليوسف عليهما السلام: {قَالَ يَابُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (٥) يقول ابن كثير: يقول تعالى مخبرا عن قول يعقوب لابنه يوسف حين قص عليه ما رأى من هذه الرؤيا التي


(١) أخرجه البخاري: ٦/ ٢٥٨٢.
(٢) سورة الضحى الآية ١١
(٣) أخرجه البخاري: ٦/ ٢٥٨٢.
(٤) انظر فتح الباري ابن حجر: ١٢/ ٤٣١.
(٥) سورة يوسف الآية ٥