للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كافية في دفع شرها، وكأنه أخذه من قوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (١) {إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} (٢) فيحتاج مع الاستعاذة إلى صحة التوجه ولا يكفي إمرار الاستعاذة باللسان، وقال القرطبي في المفهم (٣) الصلاة تجمع ذلك كله لأنه إذا قام فصلى تحول عن جنبه وبصق ونفث عند المضمضة في الوضوء، واستعاذ قبل القراءة، ثم دعا الله في أقرب الأحوال إليه، فيكفيه الله شرها بمنه وكرمه، وورد في صفة التعوذ من شر الرؤيا أثر صحيح ... عن إبراهيم النخعي قال: «إذا رأى أحدكم في منامه ما يكرهه فليقل إذا استيقظ: أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسله، من شر رؤياي هذه أن يصبني فيها ما أكره في ديني ودنياي (٤)» وورد في الاستعاذة من التهويل في المنام ما أخرجه مالك قال: بلغني


(١) سورة النحل الآية ٩٨
(٢) سورة النحل الآية ٩٩
(٣) وورد هذا الكلام أيضا في كتاب الجامع لأحكام القرآن: ٩/ ١٢٨
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه: ٦/ ١٨٣، ومعمر بن راشد في الجامع: ١١/ ٢١٤