للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

خيرا له (١)»

يقول شيخ الإسلام عند قوله تعالى: {فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِي} (٢) {وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِي} (٣) فالجواب يقول: ما كل من وسعت عليه أكرمته، ولا كل من قدرت عليه أكون قد أهنته، بل هذا ابتلاء، ليشكر العبد على السراء ويصبر على الضراء، فمن رزق الشكر والصبر كان كل قضاء يقضيه الله خيرا له كما في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيرا له، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له (٤)» فالمؤمن يصبر على البلاء ولكن لا يسأل الله الصبر قبل وقوع البلاء. قال صلى الله عليه وسلم لرجل سمعه يقول: «اللهم إني أسألك الصبر، فقال: لقد سألت الله البلاء، فسله العافية (٥)» لكن عند وقوع الضيق والشدة يسأل العبد ربه الصبر على ما ابتلي به، قال تعالى:


(١) أخرجه مسلم: ٤/ ٢٢٩٥.
(٢) سورة الفجر الآية ١٥
(٣) سورة الفجر الآية ١٦
(٤) الفتاوى الكبرى ابن تيمية: ١/ ٢٦٢، وانظر مدارج السالكين ابن القيم: ١/ ٨٠.
(٥) أخرجه الترمذي ج ٥ ص ٥٤١، وقال: هذا حديث حسن.