للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فأفرغ عليهم صبره وثبت أقدامهم ونصرهم على القوم الكافرين فهزموهم بإذن الله ولكنه ترك ذكر ذلك اكتفاء. قوله: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ} (١) على أن الله قد أجاب دعاءهم الذي دعوه به، ومعنى قوله: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ} (٢) قتلوهم بقضاء الله وقدره (٣)

فالعبد إذا ابتلي بأمر يصبر فقد قال صلى الله عليه وسلم: «اعلم أن مع الصبر النصر، واعلم أن مع الكرب الفرج، واعلم أن مع العسر اليسر (٤)» وأمر سبحانه وتعالى بالاستعانة بالصبر، فالذي يصبر يكون الله معه، ومن كان الله معه كان التوفيق حليفه في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} (٥) وقد بشر الله عز وجل الصابر فقال: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} (٦) والصابر يأخذ أجره بدون عد أو حساب، قال تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} (٧).


(١) سورة البقرة الآية ٢٥١
(٢) سورة البقرة الآية ٢٥١
(٣) جامع البيان الطبري: ٤/ ٤٠٨.
(٤) أخرجه الحاكم: ٣/ ٦٢٣، وقال: روى الحديث بأسانيد عن ابن عباس غير هذا. والطبراني في الكبير: ١١/ ١٢٣، والشهاب في مسنده: ١/ ٤٣٥.
(٥) سورة البقرة الآية ١٥٣
(٦) سورة البقرة الآية ١٥٥
(٧) سورة الزمر الآية ١٠