للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تعالى: علاقة الآية أو السورة بما قبلها وما بعدها. وقد اختلف أهل العلم في حكم التماس المناسبة بين الآيات والسور على قولين رئيسيين؛ أولهما: أن ذلك جائز، بل مطلوب لأهميته في فهم مقاصد القرآن وتذوق نظمه وإدراك معانيه والكشف عن أسراره ووجوه إعجازه.

قال أبو بكر بن العربي في سراج المريدين: " ارتباط آي القرآن بعضها ببعض حتى تكون كالكلمة الواحدة متسقة المعاني منتظمة المباني - علم عظيم لم يتعرض له إلا عالم واحد عمل فيه سورة البقرة، ثم فتح الله لنا فيه، فلما لم نجد له حملة ورأينا الخلق بأوصاف البطلة ختمنا عليه وجعلناه بيننا وبين الله ورددناه إليه ". (١) وقال الرازي: " علم المناسبات علم عظيم أودعت فيه أكثر لطائف القرآن وروائعه، وهو أمر معقول، إذا عرض على العقول تلقته بالقبول ". (٢) وهذا القول هو الذي درج عليه أكثر المفسرين قديما وحديثا، فمنهم المقل ومنهم المكثر، ومنهم المصرح بالمناسبة ومنهم الذاكر لمضمونها من غير تصريح. وقد قسموا البحث فيها إلى أقسام مختلفة ووجوه متعددة، فذكروا المناسبة بين اسم


(١) انظر: البرهان ١/ ٣٦، الإتقان ٢/ ١٠٨.
(٢) انظر: البرهان ١/ ٣٥، ٣٦، مباحث في التفسير الموضوعي ٦٠.