للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ} (١). والإفك الصرف، كقوله تعالى: {يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ} (٢). والإفك التقليب، كقوله تعالى: {وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوَى} (٣). وفي اللسان: أفك يأفك وأفك يأفك - إذا كذب. والإفك الكذب، والأفيكة الكذبة العظيمة. والأفك بالفتح مصدر قولك أفكه عن الشيء يأفكه صرفه عنه وقبله، والأفاك: الذي يأفك الناس؛ أي يصدهم عن الحق بباطله. والمؤتفكات: مدائن لوط على نبينا وعليه الصلاة والسلام، سميت بذلك لانقلابها بالخسف. (٤)

وباستعراض هذه الأقوال لأهل اللغة يتبين أن للإفك ثلاثة معان؛ هي: الكذب، والصرف، والتقليب. ولفظ الإفك في الآيات متضمن لهذه المعاني اللغوية الثلاثة؛ فإنه كذب محض وصرف للكلام عن وجهه وقلب للحقائق. قال الشوكاني: الإفك أسوأ الكذب وأقبحه، وهو مأخوذ من أفك الشيء إذا قلبه عن وجهه، فالإفك هو الحديث المقلوب. (٥)

وتوجيه انقلابه في عدول القائلين به عما يجب لعائشة رضي الله عنها من الثناء والمدح لفضلها ومكانتها وقربها من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وصفها بهذه الفعلة الشنيعة والتهمة العظيمة.


(١) سورة الأحقاف الآية ١١
(٢) سورة الذاريات الآية ٩
(٣) سورة النجم الآية ٥٣
(٤) لسان العرب ١/ ١٦٦.
(٥) فتح القدير ٤/ ١٢.