للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رجل! (١) وهذا صريح في أن مقصوده الأعظم من الفرية كان النيل من الدعوة وصاحبها صلى الله عليه وسلم.

ب. القدح في المكانة الخلقية للدعوة الإسلامية.

جـ. إشعال نار الفتنة داخل المجتمع الإسلامي، وذلك ببعث حمية الجاهلية وإثارة المشاعر العدائية بين الأوس والخزرج، وهو الأمر الذي كاد أن يتحقق لولا تدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنازعة التي كانت بين السعدين وتهدئته للفريقين (٢) وقد تقدم ذلك في سب النزول، ومن هنا نعلم أن حديث الإفك لم يكن مقصورا على عائشة رضي الله عنها ولا خاصا بها، وإنما كان موجها في المقام الأول إلى شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم وإلى الدعوة التي جاء بها. ولا يزال هذا المنهج العدائي للمنافقين ومن وراءهم من أعداء الإسلام هو السائد مع اختلاف الأزمنة والأمكنة؛ إذ يحرصون على النيل من أعراض الدعاة والمصلحين ورميهم بالزور والإفك والبهتان وتلفيق التهم لهم، وإشاعة الدعايات المغرضة ضدهم، فما أشبه الليلة بالبارحة!

وإذا كان المنافقون يحرصون على المعركة الأخلاقية فلأنهم يجبنون عن المواجهة الميدانية والتي أثبت الواقع فشلهم وعجزهم فيها، ثم إن تلك المعركة هي التي توافق ما في نفوسهم من الحسد والكبر


(١) انظر: تفسير القرطبي ١٢/ ١٣٢.
(٢) انظر: تفسير سورة النور ٢٢، حديث الإفك ١٥٦.