للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المؤمن الصادق الواثق بربه المتوكل عليه، وهو موقف ينبئ أيضا عن تواضع واحتقار للنفس مع ما هي عليه رضي الله عنها من الشرف والفضيلة والقرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الإنسان ليعجب من مواقفها العظيمة مع حداثة سنها؛ إذ لم يكن يتجاوز عمرها حينئذ الثالثة عشرة ومع هذا تثبت في المحنة وتصبر وتحتسب، وتفوض الأمر إلى الله وتتواضع له، فيكون جزاؤها التبرئة بقرآن يتلى إلى قيام الساعة تشريفا لها وجزاء على تمام توكلها وتفويضها.

إنها التربية الصالحة التي تلقتها في بيت الصديق أولا، ثم في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم - تربية تقوم دعائمها على تصحيح العقيدة وتجريد التوحيد وصدق الاعتماد على الله تعالى، مع تحمل المسؤولية والاعتماد على النفس، تلك التربية العظيمة التي جعلت جارية حديثة السن تقف موقفا يعجز عنه كثير من رجال اليوم، فما أحوجنا إلى أخذ العبرة من ذلك الدرس والاستفادة منه بتربية أولادنا على مثل تلك القيم الفاضلة والأخلاق النبيلة؛ إذن لسلمنا من كثير من السلبيات التي يعاني منها شباب اليوم، وفي مقدمتها ضعف الإيمان والانهزام النفسي والعجز عن تحمل المسؤولية والقيام بأعباء الحياة.