للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ينافح " يهاجي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم»

والصحيح من هذين القولين هو الأول؛ لأمرين:

أولهما: أن حديث مسروق وإن كان في صحيح البخاري إلا أنه ليس فيه تصريح بأن المراد حسان بن ثابت؛ إذ يحتمل أن يكون المراد به أن حسانا قد خاض في الإفك، لا أنه الذي تولى كبره. ويؤيد هذا قول عائشة رضي الله عنها في سبب النزول: " وكان الذي تولى كبر الإفك عبد الله بن أبي ابن سلول " (١) وكذا ما رواه عروة عن عائشة رضي الله عنها «قالت: عبد الله بن أبي ابن سلول (٣)» وهذا تصريح منها في النص عليه.

والآخر: أن الله تعالى توعد في هذه الآية من تولى كبره بالعذاب العظيم، وهو شامل للعذاب الأخروي بلا شك، وهذا يمنع أن يكون المراد حسانا لأنه حد حد القذف، والحد مكفر للذنب كما في حديث عبادة بن الصامت، وفيه: «ومن أتى منكم حدا فأقيم عليه فهو كفارته (٤)»


(١) راجع سبب النزول ص (٥) (٢٩٢).
(٢) أخرجه البخاري ٤/ ١٧٧٤ ح ٤٤٧٢.
(٣) سورة النور الآية ١١ (٢) {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ}
(٤) أخرجه البخاري ٣/ ١٤١٣ ح ٣٦٧٩، ومسلم ٣/ ١٣٣٣ ح ١٧٠٩.