للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الزمخشري معبرا عن هذا المعنى: فإن قلت ما معنى قوله {بِأَفْوَاهِكُمْ} (١) والقول لا يكون إلا بالفم؟ قلت: معناه أن الشيء المعلوم يكون علمه في القلب فيترجم عنه اللسان، وهذا الإفك ليس إلا قولا يجري على ألسنتكم ويدور في أفواهكم من غير ترجمة عن علم به في القلب، كقوله تعالى: {يَقُولُونَ بِأَفْوَاهِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} (٢). (٣)

وهذا القول فيه وجاهة، لكن ينبغي أن يخصص بمن خاض في حديث الإفك من المؤمنين، أما المنافقون فلا شك أن ما تلفظت به ألسنتهم معبر ومترجم عما في قلوبهم، فيكون الصحيح في حقهم هو القول الأول وهو إرادة تأكيد تلفظهم وتكلمهم بهذا الحديث.


(١) سورة النور الآية ١٥
(٢) سورة آل عمران الآية ١٦٧
(٣) الكشاف ٣/ ٥٤.