كتاب مجلة البحوث الإسلامية

المبحث الثاني التوجيهات النبوية قبل القتال - المطلب الأول حث الإسلام على إعداد العدة - ج: 87 - ص: 348

لمح البخاري بما جاء في تفسير القوة في هذه الآية أنها الرمي.

وهو عند مسلم من حديث عقبة بن عامر، ولفظه: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وهو على المنبر ألا إن القوة الرمي (٢)» ثلاثا

ولأبي داود، وابن حبان من وجه آخر عن عقبة بن عامر رفعه: «إن الله يدخل بالسهم الواحد ثلاثة الجنة: صانعه يحتسب في صنعته الخير، والرامي به، ومنبله. فارموا واركبوا، وأن ترموا أحب إلي من أن تركبوا .... (٣)» الحديث، وفيه: «ومن ترك الرمي بعد علمه رغبة عنه فإنها نعمة كفرها (٤)» ولمسلم من وجه آخر عن عقبة رفعه: «من علم الرمي، ثم تركه فليس منا أو فقد عصى (٥)» ورواه ابن ماجه بلفظ: «فقد عصاني (٦)»

قال القرطبي: إنما فسر القوة بالرمي، وإن كانت القوة تظهر بإعداد غيره من آلات الحرب لكون الرمي أشد نكاية في العدو، وأسهل مؤنة، لأنه قد يرمي رأس الكتيبة فيصاب فينهزم من خلفه (٧) وروى مسلم عن عقبة بن عامر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ستفتح عليكم أرضون ويكفيكم الله، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه (٨)».

---

(١) الصحيح مع الإكمال، ٦/ ٣٤٦ (١٩١٧)، سنن سعيد ٢/ ١٧٠ (٢٤٤٨).
(٢) سورة الأنفال الآية ٦٠ (١) {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ}
(٣) سنن الترمذي فضائل الجهاد (١٦٣٧)، سنن النسائي الخيل (٣٥٧٨)، سنن أبي داود الجهاد (٢٥١٣)، سنن ابن ماجه الجهاد (٢٨١١)، مسند أحمد (٤/ ١٤٨)، سنن الدارمي الجهاد (٢٤٠٥).
(٤) سنن سعيد، ٢/ ١٧١ (٢٤٥٠).
(٥) الصحيح، ٦/ ٣٤٧ (١٩١٩).
(٦) أخرجه ابن ماجه في كتاب الجهاد، حديث ٢٨٠٤.
(٧) الفتح، ٦/ ٩١.
(٨) صحيح مسلم الإمارة (١٩١٨)، مسند أحمد (٤/ ١٥٧).