للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والمرجئة هنا هم جهمية المرجئة، خلافا لمرجئة الفقهاء، والكرامية، وإن كان الجميع يقول إن الإيمان لا يتفاضل.

وقد أفاد الشيخ عبد اللطيف في موضع آخر، ومثله الشيخ عبد الرحمن بن قاسم أن القول بأن الإيمان هو التصديق هو قول الجهمية

كما أفاد الشيخ عبد الرحمن بن حسن أنه قول الأشاعرة (١) وكما هو معلوم أنهم متفقون على هذا، فإن الأشاعرة قد أخذوا مقالتهم في الإيمان عن جهم بن صفوان.

يقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمه الله: «وكل صاحب بدعة لا يألف إلا كتب من هو مثله، كالأشاعرة، فإنهم لا يألفون من التفاسير وغيرها إلا تفاسير من هو مثلهم في المعتقد، ممن يؤولون النصوص، ويصرفها عن مدلولها اللائق بجلال الله وعظمته، ويخالف أهل السنة في الإيمان، وحكمة الرب تعالى، ويقول بالجبر، وهذه البدع أخذوها عن أتباع جهم بن صفوان» (٢)

ثم إن جهما ومن تبعه متفقون على أن النطق بالشهادتين للقادر عليه ليس شرطا في الحكم بالإسلام (٣)


(١) انظر: فتح المجيد ٤٦٨، وقرة عيون الموحدين ٥٣، والدرر السنية ١٣/ ٤٠١.
(٢) الدرر السنية ١١/ ٣٥٤.
(٣) انظر: الدرر السنية ١/ ١٨١.