للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يتناسب مع أهمية تلك الغزوة، فتسابق الناس للتبرع فأراد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في هذه المرة أن ينافس أبا بكر الصديق فينفق من ماله أكثر منه، فقسم عمر بن الخطاب ماله شطرين، وجاء بشطر وترك لأهله شطرا، وجاء أبو بكر بماله كله فوضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «" ما تركت لأهلك يا أبا بكر " قال: تركت لهم الله ورسوله، وقال: " ما تركت لأهلك يا عمر " فقال تركت لهم شطر مالي وجئت بشطر. . . فلما بلغ عمر ما صنعه أبو بكر رضي الله عنه قال: " ما استبقنا إلى الخير قط إلا سبقني إليه (١)». . . أما عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه وأرضاه فقد قام بتجهيز الجيش وكان يسمى جيش العسرة، وتحمل رضي الله عنه معظم النفقات في تلك الغزوة حتى قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «" ما يضر عثمان ما فعل بعد هذا (٢)».


(١) سنن الترمذي المناقب (٣٦٧٥)، سنن أبو داود الزكاة (١٦٧٨)، سنن الدارمي الزكاة (١٦٦٠).
(٢) سنن الترمذي المناقب (٣٧٠٠)، مسند أحمد بن حنبل (٤/ ٧٥).